عند التطرُّق إلى المشكلات الناجمة عن تعامل الطفل مع المجتمع بعد بلوغه سنَّ الاندماج الاجتماعي ، نُدرك معاناة الأمهات العاملات ، أو الأمَّهات اللواتي لا يقدرن على البقاء مع أطفالهن طوال النهار في البيت .
وفي أيامنا هذه تسهم المؤسَّسات الاجتماعية في مساعدة الأمهات ، فتُعنى بأطفالهن حتى يستطعن التفرُّغ لأعمالهن الأخرى ، ولكن دور المرأة الاجتماعي آخذ في التغيُّر السريع في كل أنحاء العالم ، ولم تعد تربية الطفل الهدف الوحيد للأم في الحياة ، والطفل يغتنم فرصة غياب أمه المؤقَّت ، فيطوِّر استقلاله الذاتي ، وقدرته على التكيُّف الاجتماعي .
لذلك كلُّه وجدت الأم العاملة ، أو الأم التي لا تستطيع رعاية طفلها طوال النهار لأسباب معيّنة ، عوناً في مدارس رياض الأطفال ، وهذه المدارس ليست في واقع الأمر مدارس تعليمية ، بل هي مجرَّد مؤسسات تُعنى بالأطفال ، وذلك بإتاحة الفرصة لهم لقضاء أوقات ممتعة لمدَّة ساعات معدودات مع أقرانهم .
وعلى الآباء اليوم أن يتخلَّصوا من ذلك الوهم الذي يحملهم على الاعتقاد بأنَّ مدارس رياض الأطفال تفسد الروابط الأسرية ، فمدارس الأطفال هذه ربَّما كانت تتيح الفرصة الوحيدة أمام الطفل للتكيُّف الاجتماعي ، وعلى الآباء أيضاً أن يُحيطوا أطفالهم بالحب والحنان عند عودتهم من رياض الأطفال .
فالأم التي ترى ضرورة لإرسال طفلها إلى روضة أطفال ينبغي لها أن تحسب حساب الوقت المتوفِّر لديها ، وكذلك الفرص المُتاحة لها ، فإذا كان ممكناً لها إيداع طفلها لدى بعض الأقارب مثلاً ، فربما استطاعت أن تحدَّ من طول الزمن الذي يقضيه الطفل في روضة الأطفال ، فلا تبدو روضة الأطفال عند ذلك بيتاً ثانياً في نظر الطفل .
وينبغي للأم كذلك ألاَّ تثقل على أقاربها فيبدو طفلها في نظرهم كأنه كابوس عليهم ، فذلك يؤثِّر في الطفل تأثيراً سلبياً ، ثم إنَّ الطفل لا يحتاج إلى العناية الجسميَّة فحسب ، بل إلى الرعاية الانفعالية والنفسيَّة أيضاً ، ورياض الأطفال توفِّر للطفل الأمان من الناحية الجسميَّة بسبب حسن تدريب القائمين على الأطفال فيها .
أمَّا من الناحيتين الاجتماعية والعاطفيَّة فينبغي للآباء أن يهتموا منذ البداية بالبيئة التي يعيش أطفالهم فيها ، أو التي يرغبون لهم أن يعيشوا فيها ، والحقُّ أنَّ الأطفال لا يتكيفون جميعاً مع البيئة الجديدة لمدارس الأطفال فقد تكون للطفل شخصية متحفظة ، وقد لا يروق له الأشخاص الكبار الذين يقومون على رعايته في تلك المدرسة .
وتتكرر هذه المشكلات في معظم الحالات ، فإذا استمرَّت في الظهور فلا بأس في نقل الطفل إلى روضة أخرى ، أو اصطحاب الأم له إلى الروضة ، وقضاء بعض الوقت مع مجموعة الأطفال في تلك الروضة أو مع القائمين عليهم ، أمَّا إذا تمكَّنت الأم من إبقاء طفلِها في البيت معها فينبغي لها أن تخرج من المنزل من دون اصطحابه .
فالإقلال من الارتباط بالطفل يساعد الآباء ويهدئ من غضبهم على أطفالهم ، ولكن من المهم ترك الطفل في يدٍ أمينة موثوق بها توفِّر للطفل الأمان المطلق ، ولربَّما أمكن حَل هذه المشكلة في معظم الحالات بإيداع الطفل لدى أجداده أو أقاربه ، أو لدى الجيران ، أو لدى راعية يتم استئجارها بشكل منتظم أو بين الحين والآخر ، لتحلَّ محلَّ الأبوين في أثناء غيابهما .
وقبل إيداع الطفل لدى شخص غريب ، ينبغي التعرُّف إليه بغية التأكد من أمانته وهدوئه ، وانفتاحه الاجتماعي ، وقدرته على المشاركة الهادئة في ألعاب الطفل ، وتعليمه ، وقدرته العملية وحكمته في رفض طلبات الطفل أو تلبيتها .
ومن المستحسن أن يلتزم هذا الشخص بالاستمرار في عمله لأن من المفيد للطفل في مثل هذه السنِّ أن يؤسِّس علاقة مع أشخاص قادرين على إحاطته بعطفهم ومحبتهم ، وتأسيس هذه العلاقة يستغرق بعض الوقت وقد رأينا أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السنتين والثلاث أحوج ما يكونون إلى أمان يجدونه لدى الأشخاص الذين يحبونهم ويستطيعون التجاوب وإياهم لتنمية قدراتهم وذكائهم .
هذا وبعد أن تختار الأم الشخص الذي سيقوم برعاية طفلها ، ينبغي لها أن تعرِّفه إلى طفلها قبل إيداعه لديه حتى لا يؤثِّر فِراقها لطفلها تأثيراً سلبياً فيه ، فالطفل غير قادر في هذه السن على إدراك أنَّ فراقه لأمِّه إن هو إلاَّ فراق مؤقَّت .
ومن الضروري أن يكون الشخص الذي يودع الطفل لديه شخصاً مألوفاً لدى الطفل ، والحقُّ أنَّ التجربة الأولى التي يواجهها الطفل مع بديل أمه لها أثر في خروج الأمِّ من البيت مستقبلاً ، فإذا أحبَّ الطفلُ الراعية علت الابتسامة وجهه ، أو نطق بكلمة الوداع عندما تغادر أمُّه البيت .
ومن جهة ثانية ، إذا لم يكن الطفل سعيداً مع بديل أمِّه بكى وعلا صراخه عند خروج أمِّه في المرَّة الثانية ، والحق أن الأمر يتعلَّق أيضاً بشخصية الطفل ، فإذا أبدى الأبوان عطفاً وهدوءاً تجاه طفلهما في لحظة المغادرة غدا الموقف طبيعياً بعد مرَّات معدودات .
وفي أيامنا هذه تسهم المؤسَّسات الاجتماعية في مساعدة الأمهات ، فتُعنى بأطفالهن حتى يستطعن التفرُّغ لأعمالهن الأخرى ، ولكن دور المرأة الاجتماعي آخذ في التغيُّر السريع في كل أنحاء العالم ، ولم تعد تربية الطفل الهدف الوحيد للأم في الحياة ، والطفل يغتنم فرصة غياب أمه المؤقَّت ، فيطوِّر استقلاله الذاتي ، وقدرته على التكيُّف الاجتماعي .
لذلك كلُّه وجدت الأم العاملة ، أو الأم التي لا تستطيع رعاية طفلها طوال النهار لأسباب معيّنة ، عوناً في مدارس رياض الأطفال ، وهذه المدارس ليست في واقع الأمر مدارس تعليمية ، بل هي مجرَّد مؤسسات تُعنى بالأطفال ، وذلك بإتاحة الفرصة لهم لقضاء أوقات ممتعة لمدَّة ساعات معدودات مع أقرانهم .
وعلى الآباء اليوم أن يتخلَّصوا من ذلك الوهم الذي يحملهم على الاعتقاد بأنَّ مدارس رياض الأطفال تفسد الروابط الأسرية ، فمدارس الأطفال هذه ربَّما كانت تتيح الفرصة الوحيدة أمام الطفل للتكيُّف الاجتماعي ، وعلى الآباء أيضاً أن يُحيطوا أطفالهم بالحب والحنان عند عودتهم من رياض الأطفال .
فالأم التي ترى ضرورة لإرسال طفلها إلى روضة أطفال ينبغي لها أن تحسب حساب الوقت المتوفِّر لديها ، وكذلك الفرص المُتاحة لها ، فإذا كان ممكناً لها إيداع طفلها لدى بعض الأقارب مثلاً ، فربما استطاعت أن تحدَّ من طول الزمن الذي يقضيه الطفل في روضة الأطفال ، فلا تبدو روضة الأطفال عند ذلك بيتاً ثانياً في نظر الطفل .
وينبغي للأم كذلك ألاَّ تثقل على أقاربها فيبدو طفلها في نظرهم كأنه كابوس عليهم ، فذلك يؤثِّر في الطفل تأثيراً سلبياً ، ثم إنَّ الطفل لا يحتاج إلى العناية الجسميَّة فحسب ، بل إلى الرعاية الانفعالية والنفسيَّة أيضاً ، ورياض الأطفال توفِّر للطفل الأمان من الناحية الجسميَّة بسبب حسن تدريب القائمين على الأطفال فيها .
أمَّا من الناحيتين الاجتماعية والعاطفيَّة فينبغي للآباء أن يهتموا منذ البداية بالبيئة التي يعيش أطفالهم فيها ، أو التي يرغبون لهم أن يعيشوا فيها ، والحقُّ أنَّ الأطفال لا يتكيفون جميعاً مع البيئة الجديدة لمدارس الأطفال فقد تكون للطفل شخصية متحفظة ، وقد لا يروق له الأشخاص الكبار الذين يقومون على رعايته في تلك المدرسة .
وتتكرر هذه المشكلات في معظم الحالات ، فإذا استمرَّت في الظهور فلا بأس في نقل الطفل إلى روضة أخرى ، أو اصطحاب الأم له إلى الروضة ، وقضاء بعض الوقت مع مجموعة الأطفال في تلك الروضة أو مع القائمين عليهم ، أمَّا إذا تمكَّنت الأم من إبقاء طفلِها في البيت معها فينبغي لها أن تخرج من المنزل من دون اصطحابه .
فالإقلال من الارتباط بالطفل يساعد الآباء ويهدئ من غضبهم على أطفالهم ، ولكن من المهم ترك الطفل في يدٍ أمينة موثوق بها توفِّر للطفل الأمان المطلق ، ولربَّما أمكن حَل هذه المشكلة في معظم الحالات بإيداع الطفل لدى أجداده أو أقاربه ، أو لدى الجيران ، أو لدى راعية يتم استئجارها بشكل منتظم أو بين الحين والآخر ، لتحلَّ محلَّ الأبوين في أثناء غيابهما .
وقبل إيداع الطفل لدى شخص غريب ، ينبغي التعرُّف إليه بغية التأكد من أمانته وهدوئه ، وانفتاحه الاجتماعي ، وقدرته على المشاركة الهادئة في ألعاب الطفل ، وتعليمه ، وقدرته العملية وحكمته في رفض طلبات الطفل أو تلبيتها .
ومن المستحسن أن يلتزم هذا الشخص بالاستمرار في عمله لأن من المفيد للطفل في مثل هذه السنِّ أن يؤسِّس علاقة مع أشخاص قادرين على إحاطته بعطفهم ومحبتهم ، وتأسيس هذه العلاقة يستغرق بعض الوقت وقد رأينا أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السنتين والثلاث أحوج ما يكونون إلى أمان يجدونه لدى الأشخاص الذين يحبونهم ويستطيعون التجاوب وإياهم لتنمية قدراتهم وذكائهم .
هذا وبعد أن تختار الأم الشخص الذي سيقوم برعاية طفلها ، ينبغي لها أن تعرِّفه إلى طفلها قبل إيداعه لديه حتى لا يؤثِّر فِراقها لطفلها تأثيراً سلبياً فيه ، فالطفل غير قادر في هذه السن على إدراك أنَّ فراقه لأمِّه إن هو إلاَّ فراق مؤقَّت .
ومن الضروري أن يكون الشخص الذي يودع الطفل لديه شخصاً مألوفاً لدى الطفل ، والحقُّ أنَّ التجربة الأولى التي يواجهها الطفل مع بديل أمه لها أثر في خروج الأمِّ من البيت مستقبلاً ، فإذا أحبَّ الطفلُ الراعية علت الابتسامة وجهه ، أو نطق بكلمة الوداع عندما تغادر أمُّه البيت .
ومن جهة ثانية ، إذا لم يكن الطفل سعيداً مع بديل أمِّه بكى وعلا صراخه عند خروج أمِّه في المرَّة الثانية ، والحق أن الأمر يتعلَّق أيضاً بشخصية الطفل ، فإذا أبدى الأبوان عطفاً وهدوءاً تجاه طفلهما في لحظة المغادرة غدا الموقف طبيعياً بعد مرَّات معدودات .