﴿ هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ ( سورة آل عمران آية138 )
الموعظة من الوعظ ، والوعظ كلمة تدل على التخويف، وقيل هو تذكيرك للإنسان بالخير ونحوه مما يرق له قلبه .
ومن خلال التتبع لموارد لفظ الموعظة في القرآن الكريم نلاحظ أنها استعملت في مخاطبة وجدان الإنسان وأحاسيسه ومشاعره .
و الخطابات التي توجه للإنسان عادة ثلاثة أنواع :
1- خطاب للعقل، وهو الكلام العلمي المنطقي
2- وخطاب للغرائز والشهوات، لإثارتها كما في الأغاني الهابطة والأفلام الخليعة .
3- وخطاب للوجدان والأحاسيس الخيرة، وهذه هي الموعظة
الموعظة
والموعظة وإن استعانت بالخطاب العلمي، لكنها أقرب إلى النفس والوجدان، لأن الناس في أغلبهم تحركهم عواطفهم وشهواتهم، رغم معارفهم العلمية ، ولكن القليل من الناس من يمتلك الإرادة لتطبيق ما يعرف .
ومن هنا تلعب الموعظة في المجال الديني دوراً كبيراً، والقرآن الكريم ينادي ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾ ( النحل: من الآية125) فبينما تشير الحكمة إلى التعقل واستخدام الدليل المناسب للإثبات والنفي ووضع الشيء في موضعه، فالموعظة الحسنة مخاطبة الوجدان والضمير بالطريقة المؤثرة الجذابة .
ونقرأ قوله تعالى : ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ ( لقمان: آية13) فهو يستثير أحاسيسه الخيرة ويوقظها .
وفي العلاقات العائلية يقول القرآن ﴿ وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ ﴾ ( النساء: من الآية34) أي خاطبوهن بالوجدان والضمير إذا استحال التفاهم العقلي الصرف .
والله سبحانه يأمر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالتخاطب مع المنافقين وغير الصالحين ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً ﴾ ( النساء: آية63) فأولئك ما كانت تنقصهم المعرفة بحقيقة الدين وموقعية النبي صلى الله عليه وآله، ولكن كانت الغلبة عندهم للتوجهات المصلحية، وما يحتاجونه هو تحذرهم من مغبة الانحراف وسوء العواقب
ونحن في حياتنا العامة بحاجة إلى موعظة، و نذكّر هنا بأن الخطاب الديني لاينبغي أن يتمحض للجانب العلمي- كما يطلبه بعض الناس من الخطباء، أو كما هو الحال في المجال الأكاديمي الجامعي- ولكن في المجال الديني ينبغي أن يُذكَّر فيه بتقوى الله وبالواجبات الدينية وبالمسؤوليات الخاصة والعامة، عبر الحقائق العلمية والمعلومات وعبر مخاطبة الوجدان والأحاسيس النبيلة والخيرة لدى الإنسان، بدون إفراط ولاتفريط، ولهذا يقول الإمام علي (رض) لولده الإمام الحسن (رض): "أحِيي قلبك بالموعظة ."
والقرآن الكريم : « أبلغ الموعظة » كما يقول الإمام الحسين فهو وإن احتوى على حقائق علمية في مختلف المجالات، ولكنه في جانبه الأكبر موعظة تخاطب الوجدان والضمير، ويذكر الإنسان بضعفه وحاجته إلى الله سبحانه وتعالى، ويذكر الإنسان بمصيره وأنه سوف يموت ويفنى، ويذكره بالمسؤولية التي تحملها على عاتقه وأن كل أعماله وتصرفاته محسوبة عليه، وأنه محاسب عليها يوم القيامة، ويذكره بالمصير الأخروي والجنة والنار والثواب والعقاب .. وهذا التذكير الدائم المتواصل ينبغي على قاريء القرآن أن يتفاعل معه وأن لايمر عليه مرور الكرام، ولا يقرأ آيات العذاب مثلاً وهو منصرف عنها بوجدانه وأحاسيسه، فيضحك ويهزأ وكأنها لاتعنيه، بل ينبغي علينا أن نتأمل القرآن بوجداننا ومشاعرنا ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ ( الزمر: آية23 )
حينما تمر على أي آية من آيات القرآن انفتح عليها نفسياً فهي تخاطب ضميرك ووجدانك، لاتقرأ القرآن كما تقرأ كتاباً علمياً يضيف إلى معلوماتك معلومة جديدة،وإنما اقرأه ككتاب موعظة يخاطب وجدانك وضميرك،ويرجعك إلى حقيقتك ويضعك أمام مسؤوليتك، هذا ما يجب أن ننتبه إليه في قراءتنا للقرآن الكريم، وهذا ما يجب أن يحافظ عليه الخطاب الديني بشكل عام، لأن الخطاب الديني لايتخاطب فقط مع الجانب العقلي وإنما يمزجه مع الخطاب الوجداني لدى الناس، ومن يراجع القرآن الكريم يجده يصوغ خطاباته العلمية بطريقة وجدانية فطرية،وما على الإنسان إلا أن يفسح لها المجال لتلج إلى نفسه وتتغلغل فيها
الموعظة من الوعظ ، والوعظ كلمة تدل على التخويف، وقيل هو تذكيرك للإنسان بالخير ونحوه مما يرق له قلبه .
ومن خلال التتبع لموارد لفظ الموعظة في القرآن الكريم نلاحظ أنها استعملت في مخاطبة وجدان الإنسان وأحاسيسه ومشاعره .
و الخطابات التي توجه للإنسان عادة ثلاثة أنواع :
1- خطاب للعقل، وهو الكلام العلمي المنطقي
2- وخطاب للغرائز والشهوات، لإثارتها كما في الأغاني الهابطة والأفلام الخليعة .
3- وخطاب للوجدان والأحاسيس الخيرة، وهذه هي الموعظة
الموعظة
والموعظة وإن استعانت بالخطاب العلمي، لكنها أقرب إلى النفس والوجدان، لأن الناس في أغلبهم تحركهم عواطفهم وشهواتهم، رغم معارفهم العلمية ، ولكن القليل من الناس من يمتلك الإرادة لتطبيق ما يعرف .
ومن هنا تلعب الموعظة في المجال الديني دوراً كبيراً، والقرآن الكريم ينادي ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾ ( النحل: من الآية125) فبينما تشير الحكمة إلى التعقل واستخدام الدليل المناسب للإثبات والنفي ووضع الشيء في موضعه، فالموعظة الحسنة مخاطبة الوجدان والضمير بالطريقة المؤثرة الجذابة .
ونقرأ قوله تعالى : ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ ( لقمان: آية13) فهو يستثير أحاسيسه الخيرة ويوقظها .
وفي العلاقات العائلية يقول القرآن ﴿ وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ ﴾ ( النساء: من الآية34) أي خاطبوهن بالوجدان والضمير إذا استحال التفاهم العقلي الصرف .
والله سبحانه يأمر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالتخاطب مع المنافقين وغير الصالحين ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً ﴾ ( النساء: آية63) فأولئك ما كانت تنقصهم المعرفة بحقيقة الدين وموقعية النبي صلى الله عليه وآله، ولكن كانت الغلبة عندهم للتوجهات المصلحية، وما يحتاجونه هو تحذرهم من مغبة الانحراف وسوء العواقب
ونحن في حياتنا العامة بحاجة إلى موعظة، و نذكّر هنا بأن الخطاب الديني لاينبغي أن يتمحض للجانب العلمي- كما يطلبه بعض الناس من الخطباء، أو كما هو الحال في المجال الأكاديمي الجامعي- ولكن في المجال الديني ينبغي أن يُذكَّر فيه بتقوى الله وبالواجبات الدينية وبالمسؤوليات الخاصة والعامة، عبر الحقائق العلمية والمعلومات وعبر مخاطبة الوجدان والأحاسيس النبيلة والخيرة لدى الإنسان، بدون إفراط ولاتفريط، ولهذا يقول الإمام علي (رض) لولده الإمام الحسن (رض): "أحِيي قلبك بالموعظة ."
والقرآن الكريم : « أبلغ الموعظة » كما يقول الإمام الحسين فهو وإن احتوى على حقائق علمية في مختلف المجالات، ولكنه في جانبه الأكبر موعظة تخاطب الوجدان والضمير، ويذكر الإنسان بضعفه وحاجته إلى الله سبحانه وتعالى، ويذكر الإنسان بمصيره وأنه سوف يموت ويفنى، ويذكره بالمسؤولية التي تحملها على عاتقه وأن كل أعماله وتصرفاته محسوبة عليه، وأنه محاسب عليها يوم القيامة، ويذكره بالمصير الأخروي والجنة والنار والثواب والعقاب .. وهذا التذكير الدائم المتواصل ينبغي على قاريء القرآن أن يتفاعل معه وأن لايمر عليه مرور الكرام، ولا يقرأ آيات العذاب مثلاً وهو منصرف عنها بوجدانه وأحاسيسه، فيضحك ويهزأ وكأنها لاتعنيه، بل ينبغي علينا أن نتأمل القرآن بوجداننا ومشاعرنا ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ ( الزمر: آية23 )
حينما تمر على أي آية من آيات القرآن انفتح عليها نفسياً فهي تخاطب ضميرك ووجدانك، لاتقرأ القرآن كما تقرأ كتاباً علمياً يضيف إلى معلوماتك معلومة جديدة،وإنما اقرأه ككتاب موعظة يخاطب وجدانك وضميرك،ويرجعك إلى حقيقتك ويضعك أمام مسؤوليتك، هذا ما يجب أن ننتبه إليه في قراءتنا للقرآن الكريم، وهذا ما يجب أن يحافظ عليه الخطاب الديني بشكل عام، لأن الخطاب الديني لايتخاطب فقط مع الجانب العقلي وإنما يمزجه مع الخطاب الوجداني لدى الناس، ومن يراجع القرآن الكريم يجده يصوغ خطاباته العلمية بطريقة وجدانية فطرية،وما على الإنسان إلا أن يفسح لها المجال لتلج إلى نفسه وتتغلغل فيها